تأملاتي في سورة الملك
1/سورة الملك:مكية ،وهي تعالج إنشاء تصور جديد للوجود وعلاقاته بخالق الوجود ،وهي تهز في النفوس جميع التصور والإنطباعات من تصور الجاهلية وركودها،وتفتح المنافذ هنا وهناك وتنفض الغبار فترى آفاق الكون وأغوار النفس وطباق الجو ومسارب المياه حتى نشعر بقدرة الله وملكه..
2/عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن سورة من كتاب الله ماهي إلا ثلاثون آية شفعت لرجلٍ حتى غَفر له-تبارك الذي بيده الملك)حسنه الألباني.
3/ابتدئت السورة على سنن أغراض السور المكية،حيث ابتدئت بتعريف المؤمنين معاني من العلم بعظمة الله تعالى وتفرده بالملك الحق والنظر في إتقان صنعه.
4/تبارك،قال أبوحيان:أي تعالى وتعاظم وقال الرازي :والبركة كثرة الخير وزيادته وفيه معنيان 1/تزايد خيره وتكاثره وهو المراد من قوله(وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها). 2/تزايد عن كل شيء وتعالى عنه في ذاته وصفاته وأفعاله وهو المراد من قوله (ليس كمثله شيء).
5/قال ابن عاشور،،وهذا الكلام يجوز ان يكون مراداً به مجرد الإخبار عن عظمة الله تعالى وكماله ،ويجوز أن يكون مع ذلك إنشاء ثناء على الله أثناه على نفسه وتعليماً للناس كيف يثنون على الله ويحمدونه كما في (الحمد لله رب العالمين).
6/كل خير في الدنيا إنما هو من الله ،،فلو تأمل الإنسان نعم الله لم يحصيها فالإنسان كله نعم من سمع وبصر وروح،،،الإنسان عبارة عن كتله مجسدة من النعم الإلهية،وجوده نعمة،صحته نعمة،ماله نعمة،وكل ما في الكون نعمة لكن نحن لا ندرك إلا القليل.
7/تبارك ، قال ابن عباس:هي أبلغ من المبارك لاختصاص الله بالتبارك.
8/(بيده الملك)أن الله منفرد بملك السماوات والأرض وما فيهن فالله هو الذي أعطى كل إنسان رزقه وهو سبحانه قادر على نزعه أي لحظة فكيف يتكبر أحد على ربه فكل جبار لا يستطيع أن يحرك ذرة إلا بإذن الله وإنما مكنهم الله حكمة وعدلاً في الحياة وإنما في الآخرة لا سبيل لذلك إنما هي فتنة وإبتلاء مؤقت.
9/ كان هناك من تجبر وكان لهم سلطة مؤقتة في هذه الدنيا ثم انتهى ملكهم كأن لم يكن،،فأين فرعون وزبانيته؟أين النمرود وحاشيته؟فرعون وثمود؟أين من قهروا الأمم وأذلوا الشعوب وساموا الخلق سوء العذاب؟
10/(وهو على كل شيء قدير)تفيد عموم تصرفه في الموجودات والمعدومات.
11/الله سبحانه له الملك التام مع القدرة التامة لا يعجزه شيء وإذا استحضر المسلم هذه المعاني في قلبه فلا شك انه يكون بعدها في حال ليست كقبل ذلك ،،والله المستعان.بل نقول والعلم عند الله أن هذه السورة سميت بسورة الملك من هذه الآية التي فيها تمام الملك وتمام الحمد والقدرة.
12/(الذي خلق الموت والحياة)شرع في تفصيل بعض أحكام الملك وآثار القدرة (الموت والحياة)يعني الموت في الدنيا والحياة في الآخرة،قال قتادة:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(إن الله أذل بني آدم بالموت،وجعل الدنيا دار حياة ثم دار موت وجعل الآخرة دار جزاء ثم دار بقاء).
13/وعن مقاتل:خلق الموت،يعني النطفة والعلقة والمضغة- وخلق الحياة،يعني خلق إنساناً ونفخ فيه الروح فصار إنساناً.
14/في تقديم الموت على الحياة ؟ لكونه أدعى إلى إحسان العمل.
15/الحكمة من (ليبلوكم أيكم أحسن عملا)هذه علة الخلق الابتلاء والاختبار ليظهر الأوائل والأفاضل لتتجلى تلك اللحظات الإيمانية الرائعة ليصلي المصلي ويخشع الخاشع ويتدبر المؤمن.
16/الدنيا دار اختبار والمرء في كل لحظة يجيب أسئلة الاختبار ولا فسحة ولا راحة إلا بسنةٍ يعمل بها.
17/ابتلانا الله بحسن العمل لا بالعمل فقط ،ألم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه:أي العمل أفضل؟ففهمهم رضي الله عنهم،يدل على التنافس في جودة العمل لا مجرد كثرته.
18/(عملاً)العمل غير مختص بعمل الجوارح ولذلك فسره عليه الصلاة والسلام بقوله(أيكم) أحسن عقلاً وأورع عن محارم الله وأسرع في طاعة الله،فإن لكل من القلب والقالب عملاً خاصاً به،لكن أعمال القلوب أشرف لأنها هي التي تصدر الأوامر بطاعة الله.
19/في هذه الآيات أعظم الحث على فعل الخير والاستكثار فيه والعمل يحتاج لفقه،وليس الفقيه من يعلم الخير من الشر ،بل الفقيه من يعلم خير الخيرين وشر الشرين ،،فاستعينوا بالله فكلٌ ميسر لما خلق له.
20/لم تقل الآية أن الغرض من خلق الدنيا البلاء ليظهر المحسن من المسيء ،بل المقصود الأوائل والسابقون فهم الغاية من الخلق وهم صفوته،،اللهم اجعلنا منهم.
21/(وهو العزيز الغفور)العزيز:الغالب الذي لا يعجزه من أساء العمل،الغفور:لمن تاب من أهل الإساءة،والله عزيز لا تضره معصية ولا تنفعه طاعة فهو ممتنع قوي لا يبلغ أحد ضره فيضره ولا نفعه فينفعه.
22/والله عزيز:ولكن حكمته اقتضت وجود الشرور في الدنيا وإمهال بعض المجرمين والعصاة فلا يغرنك ذلك،ولا تغتر بكثرة العصيان،فالكون كله يسبح لله ولكننا لا نفقه تسبيحه.
23/والله مع عزته غفور يمهل العصاة بل والكفار المجرمين ولولا فضل الله ورحمته مازكى من العباد أحد.
24/(الذي خلق سبع سماوات طباقا...)هنا تكرر الاسم الموصول للمرة الثالثة(الذي)لتكون ثلاث جمل جارية على طريقة واحدة.
25/هذا الطريق الذي يرسمه لنا القرآن من بداية السورة لنتعرف على ربنا:1/نعرف أسمائه وصفاته.2/نتأمل في مظاهر قدرته وملكه.3/ننظر بعين الاعتبار لهذا الكون العظيم الرحب الفسح.فانتبه لهذه القاعدة وادخل من هذا الباب القرآني العظيم.
26/(طباقا)أخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله(سبع سماوات طباقا)قال بعضها فوق بعض.
27/(ماترى في خلق الرحمن من تفاوت)وهذه صفة ثانية للسماء ما ترى فيها من تفاوت أي تشقق.أو تفرق أو أي اختلاف وعيب.
28/(فارجع البصر هل ترى من فطور..)ما أعظم خطأ من يتهم الله في قضاءه وقدره أو يود بقلبه لو دبرت الأمور على غير تلك الكيفية والله خبير والله غفور رحيم.
29/الأمر بإرجاع البصر جاء بعد التدبر الذي حدث من الرؤية الأولى ثم أمر بإعادة النظر مرات ومرات،فأطلق بصرك وفكرك وعقلك هل ترى أدنى خلل!فلو كررت البصر مهما كررت لانقلب إليك ورجع بصرك خاسئاً ذليلاً لايرى عيباً ولا خللاً.
30/لمّا نفى عنها في خلقها النقص بيّن كمالها وزينتها فقال(ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح..)وهي الكواكب التي وضعت فيها الثوابت والسيارات.
31/قال قتادة:إنما خلقت هذه النجوم لثلاث خصال،زينة للسماء،رجوماً للشياطين،علامات يهتدى بها،،فمن تأول فيها غير ذلك فقد قال برأيه واخطأ حظه وأضاع نصيبه وتكلف مالا علم له به،،رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
32/هنا تظهر آثار اسمه الرحمن في خلقه فهنا منة ورحمة بأهل الدنيا بأن زين لهم دارهم التي هي الدنيا.
33/إن كانت هذه زينته لسماء الدنيا التي لاتساوي عنده جناح بعوضة فكيف بثوابه وجنته وكرامته لأوليائه؟!
34/ذكر الشنقيطي في أضواء البيان: أن الله زين السماء الدنيا أي الموالية للأرض ،ومفهومه أن بقية السماوات ليست فيها مصابيح التي هي النجوم والكواكب ويدل لهذا المفهوم ماجاء به عن قتادة وهي فوائد النجوم الثلاثة ،ومنها رجوماً للشياطين،وهذه الأمور تتعلق بالسماء الدنيا لأن الشياطين لاتنفر إلى السماوات الأخرى لأنها أجرام محفوظة كما جاء في حديث الإسراء(لها أبواب وتُطرق ولا يدخل منها إلا بإذن)وكقوله تعالى(إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ..)
35/(وجعلناها رجوماً للشياطين)هي الشهب من النار.
س/إذا كانت الجن من نار كما في قوله تعالى(وخلق الجان من مارج من نار)فكيف تحرقه النار؟
ج/أجاب عنه الفخر الرازي بقوله:إن النار يكون بعضها أقوى من بعض فالأقوى يؤثر على الأضعف ومما يشهد قوله تعالى بعده(وأعتدنا لهم عذاب السعير)والسعير أشد النار،ومعلوم أن النار طبقات بعضها أشد من بعض وهذا أمر ملموس فقد تكون الآلة من حديد وتسلط عليها آلة من حديد أيضاً أقوى منها فتكسرها.
36/ثنى الله بعاقبة الذين كفروا بربهم بعد ذكر الشياطين بأنهم كلهم في دار واحدة وهي جهنم عياذاً بالله.
37/في حديث أبو هريرة ،كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعنا وجبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أتدرون ماهذا؟)قلنا الله ورسوله أعلم؟قال :هذا حجر أرسل في جهنم منذ سبعين عاماً الآن انتهى إلى قعرها..رواه مسلم.
38/(إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور..)قال الشيخ الشنقيطي في إملائه لهذه الآية:إثبات أن للنار حساً وإدراكاً وإرادة ... والقرآن أثبت للنار أنها تغتاظ وتبصر وتتكلم وتطلب المزيد كما قال هنا(تكاد تميز من الغيظ) وقال(إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظاً وزفيرا)،وقال(يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد ).
39/ (كلما ألقي فيها فوج..)دلت هذه الآية على أن أهل النار يدخلونها جماعة بعد جماعة كما في قوله تعالى(كلما دخلت أمة لعنت أختها).
40/(سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير)يذكر الله تعالى عدله في خلقه وانه لا يعذب أحد إلا بعد قيام الحجة عليه،،وإرسال الرسول إليه كما قال(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)وهكذا عادوا على أنفسهم بالملامة ،وندموا حيث لا تنفعهم الندامة فقالوا (لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير)
41/العقل الصحيح هو الذي يعقل صاحبه عن الوقوع فيما لاينبغي كما قال تعالى(وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ماكنا في أصحاب السعير)فلم يكونوا معاقين بدنياً،بل إيمانياً،فالصمم الحقيقي هو أن يعرض المرء عن سماع الحق والسفه والجنون ألا يتدبر الآيات فيهتدي.
42/في الآيات مراعاة للترتيب الطبيعي لأن سماع دعوة النذير هو أول ما يتلقاه المنذرون ثم يعملون عقولهم في التدبير.
43/ويؤخذ من هذه الآية أن قوام الصلاح في حسن التلقي وحسن النظر ،فتعلم العلم الشرعي ثم تدبره أعظم سبل الهداية والنجاة.
44/جاء بعد ذلك إعتراض يفيد استئنافاً جديداً على سنن أساليب القرآن من تعقيب الرهبة بالرغبة وهو ذكر ما أعده الله للذين يخشونه(إن الذين يخشون ربهم بالغيب)
45/الخشية هي شدة الخوف ،ومكان تلك الخشية (إنما يخشى الله من عباده العلماء..)لأنهم يعرفون حق الله تعالى ويراقبونه.
46/إفراد الله بالخشية منزلة الأنبياء كما قال تعالى(الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيبا).
47/الواقع أن هذه الصفة وهي خشية الله بالغيب والإيمان بالغيب أساس عمل المسلم كله ومعاملاته لأنه بإيمانه بالغيب سيعمل كل شيء طمعاً في ثواب الله كما في مستهل المصحف (الم.ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين.الذين يؤمنون بالغيب)
48/ليعلم ان المراد بالغيب ما جاء في حديث الإحسان(أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) وهذا الإحساس هو أقوى عامل على اكتساب خشية الله سبحانه وتعالى.
49/(لهم مغفرة واجر كبير)قدّم المغفرة تطميناً لقلوبهم لأنهم يخشون المؤاخذة على ما فرط منهم من الكفر قبل الإسلام ومن اللمم ونحوه،ثم أعقب بالبشارة بالأجر العظيم فكان الكلام جارياً على قانون تقديم التخلية قبل التحلية.
50/ثبت في الصحيحين(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله...وذكر منهم،ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال:إني أخاف الله،...)
51/خشية الله من أعمال القلوب التي تزيد من إيمان العبد وقلة الخشية من الله تورث في هذا الزمان ارتكاب المعاصي جهاراً ومن ذلك نزع الحياء والحشمة عن بعض النساء والله المستعان.قال ابن عباس(لوجل قلبك عند تحرك الستار وأنت تعصي الله أعظم من الذنب نفسه).
52/(وأسروا قولكم أو اجهروا به)هذه الآية تربي فينا لزوم تشابه الظاهر والباطن ومن يقرأ هذه الآية ويتدبرها يجب أن يعلم أن الله مطلع على الأعمال سرها وعلانيتها فالأمر عنده سواء فلا نهتم بإصلاح الظاهر ونترك الباطن قال صلى الله عليه وسلم(إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم)
53/في تقديم السر على الجهر،للإيذان بافتضاحهم ووقوع ما يحذرونه من أول الأمر والمبالغة في بيان شمول علمه المحيط بكل شيء.
54/(إنه عليم بذات الصدور)أي بما فيها من الغايات والإرادات فكيف بالأقوال والأفعال التي تُسمع وتُرى.
55/ثم قال مستدلاً بدليل عقلي على علمه(ألا يعلم من خلق)فمن خلق الخلق وأتقنه وأحسنه ،كيف لا يعلمه؟وهو اللطيف الخبير.
56/(هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً)قال النووي في مقدمة المجموع:إن على الأمة الإسلامية أن تعمل على استثمار وإنتاج كل حاجياتها حتى الإبرة لتستغني عن غيرها ،وإلا احتاجت إلى الغير بقدر ما قصرت في الإنتاج فهذا هو واقع العالم اليوم إذ القدرة الإنتاجية هي المحكمة وذات السيادة الدولية وقد أعطى الله العالم الإسلامي الأولوية في هذا كله فعليهم أن يحتلوا مكانهم ويحافظوا على مكانتهم.
57/(فامشوا في مناكبها)تذكيراً بما سخر الله لهم من منة واستخدم لفظة(امشوا)في الدنيا ولكن في أمور الآخرة(سارعوا,,,سابقوا,,,)
58/أمر الله بالسعي لطلب الرزق وعدم الكسل فلما قلت الهمم في طلب الرزق كثرت البطالة في المجتمع مما أدى إلى انتشار الذنوب والجرائم.
59/السعي في السبب لاينافي التوكل كما قال الإمام احمد .
60/(أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) انتقل من الاستدلال إلى التخويف.والخسف هو انقلاب ظاهر السطح من بعض الأرض باطناً وباطنه ظاهراً وهو شدة الزلزال(بكم)الباء للمصاحبة.
61/(أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات) هذا عتاب وحث على النظر إلى حالة الطير التي سخرها الله وسخر لها الجو والهواء ،تصف في أجنحتها للطيران.
62/لو نظرنا إلى حالة الطير واعتبرنا فيها دلّ ذلك على قدرة الباري وعنايته الربانية وانه الواحد الأحد الذي لا تنبغي العبادة إلا له.
63/(أمّن هذا الذي يرزقكم)جميع أنواع الرزق من إنزال الماء من السماء وكل شيء بيد الله وإذا علِم العبد أن الأرزاق بيد الله فإنه سيتوجه بسؤاله إلى الله موقناً أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين،،وقد جاء عن عائشة رضي الله عنها(والله لا يكمل إيمان العبد حتى يكون يقينه بما عند الله أعظم مما بيده).
64/(جندٌ لكم)الجند يكون على استعداد للنصر إذا دُعي إليه سواء قاتل أم لم يقاتل لأن النصر يحتاج إلى استعداد وتهيؤ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم(خير الناس رجل ممسك بعنان فرسه كلما سمع هيعة طار إليها)هيعة:أي جهاد.فالمعنى:لينصركم عند احتياجكم نصره.
65/ثم ضرب الله مثل للمؤمن والكافر فالكافر هو من يمشي مكباً على وجهه...تائه..حائر أهو أهدى؟!أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم..(أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي..)
66/المؤمن إذا حلّ به أزمة أو مشكلة يبحث عن حكم الله تعالى فيها ويطبقه،،فهل نحن كذلك؟
67/أما الكافر فلا يزال في حيرة من أمره ماذا يفعل ؟وأي الطريق يسلك؟
68/(يمشي سوياً على صراط مستقيم)قال قتادة :المؤمن عمل بطاعة الله فيحشره الله على طاعته.
69/(وإليه تحشرون) في التذكير بالحشر فوائد:1/أن استخلاف الإنسان في الأرض ليس بلا نهاية بل هي فترة مؤقتة. 2/ذكر الحشر دون غيره من مشاهد الآخرة؟لأن ذلك يُشعر بحقيقة الألوهية وحقيقة العبودية التي تعطيك صورة لكل الخلق محشورون للرب العظيم القادر.
70/(آمن به وعليه توكلنا)الإيمان يشمل التصديق الباطن وأعمال الأعمال الباطنة والظاهرة ولمّا كانت الأعمال وجودها وكمالها متوقفة على التوكل، خص الله التوكل من بين سائر الأعمال وإلا فهو داخل في الإيمان ومن جملة لوازمه كما قال تعالى(وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)
71/قال صالح ابن احمد بن حنبل:كان أبي إذا أخرجت الدلو ملأى،،قال:الحمد لله ،قلت:يا أبتِ أي شيء الفائدة في هذا ؟فقال:يا بني أما سمعت الله تعالى يقول(قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين) .